2010/04/07

أمي



أحسن الله اليك يا أمي ومتعك بسمعك وبصرك وقوتك ابداً ما ابقاك وجعله الوارث منك وجعل خير اعمالك خواتيمها وخير ايامك يوم تلقيه، وجزاك الله عني كل الخير
أمي
أكبر وأنا عند أمي صغير ، وأشيب وأنا لديها طفل
هي الوحيدة التي نزفت من أجلي دموعها ولبنها ودمها
نسيني الناس إلا أمي ، عقَّني الكل إلا أمي ، تغيَّر عليَّ العالم إلا أمي
الله يا أمي
كم غسلتِ خدودكِ بالدموع حينما سافرتُ !
وكم عفتِ المنام يوم غبتُ !
وكم ودَّعتِ الرُّقاد يوم مرضتُ !
الله يا أمي
إذا جئتُ من السفر وقفتِ بالباب تنظرين والعيون تدمع فرحاً
وإذا خرجتُ من البيت وقفتِ تودعينني بقلب يقطر أسى
الله يا أمي
حملتِـني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع
ووضعتِـني مع آهاتك وزفراتك
وضممتِـني بقبلاتك وبسماتك
الله يا أمي
لا تنامين أبداً ، حتى يزور النوم جفني
ولا ترتاحين أبداً ، حتى يحل السرور علي
إذا ابتسمتُ ضحكتِ ، ولا تدرين ما السبب
وإذا تكدّرتُ بكيتِ ، ولا تعلمين ما الخبر
تعذرينني ، قبل أن أخطئ
وتعفين عني ، قبل أن أتوب
وتسامحينني ، قبل أن أعتذر
الله يا أمي
من مدحني صدقتِه ، ولو جعلني إمام الأنام وبدر التمام
ومن ذمني كذبتِه ، ولو شهد له العدول وزكَّاه الثقات
أبداً أنتِ الوحيدة المشغولة بأمري
وأنتِ الفريدة المهمومة بي
الله يا أمي
أنا قضيّتك الكبرى ، وقصتكِ الجميلة ، وأمنيتك العذبة
تُحسنين إليّ وتعتذرين من التقصير
وتذوبين عليّ شوقاً وتريدين المزيد

يا أمي
ليتني أغسلُ بدموع الوفاء قدميكِ
وأحمل في مهرجان الحياة نعليك
يا أمي
ليت الموت يتخطاكِ إليَّ
وليت البأس إذا قصدكِ يقع عليَّ
روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ
يا أمي
كيف أردّ الجميل لكِ بعدما جعلتِ بطنكِ لي وعاء
وثديك لي سقاء ، وحضنكِ لي غطاء ؟
كيف أقابل إحسانكِ وقد شاب رأسكِ في سبيل إسعادي
ورقَّ عظمكِ من أجل راحتي
واحدودب ظهركِ لأنعم بحياتي ؟
كيف أكافئ دموعكِ الصادقة التي سالت سخيّة على خدّيكِ مرة حزناً عليَّ
ومرة فرحاً بي ، لأنك تبكين في سرّائي وضرّائي ؟

يا أمي
أنظر إلى وجهكِ وكأنه ورقة
وقد كتب فيها الدهر قصة المعاناة من أجلي
ورواية الجهد والمشقة بسببـي

يا أمي
أنا كلي خجل وحياء
إذا نظرت إليك وأنت في سلّم الشيخوخة
وأنا في عنفوان الشباب
تدبّين على الأرض دبيباً وأنا أثبُ وثباً
يا أمي
أنتِ الوحيدة في العالم التي وقفت معي
يوم خذلني الأصدقاء ، وخانني الأوفياء ، وغدر بي الأصفياء
ووقفتِ معي بقلبك الحنون ، بدموعكِ الساخنة
بآهاتكِ الحارة ، بزفراتكِ الملتهبة
تضمين ، تقبّلين ، تضمّدين ، تواسين
تعزّين ، تسلّين ، تشاركين ، تدْعين
يا أمي
أنظر إليك وكلي رهبة
وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانكِ ، وهدّت أركانكِ
فأتذكر كم من ضمةٍ لكِ وقبلة ودمعة وزفرة وخطوة
جُدتِ بها لي طائعةً راضيةً لا تطلبين عليها أجراً ولا شكوراً
وإنما سخوتِ بها حبّاً وكرماً
أمّاه
أنظر إليك الآن وأنتِ تودّعين الحياة وأنا أستقبلها
وتنهين العمر وأنا أبتدئه
فأقف عاجزاً عن إعادة شبابك الذي سكبتِه في شبابي
وإرجاع قوّتكِ التي صببتِها في قوّتي
أعضائي صُنِعت من لبنكِ
ولحمي نُسج من لحمكِ
وخدّي غُسِل بدموعكِ
ورأسي نبت بقبلاتكِ
ونجاحي تم بدعائك
يا أمي
أرى جميلك يطوّقني ، فأجلس أمامك خادماً صغيراً
لا أذكر انتصاراتي ولا تفوّقي ولا إبداعي ولا موهبتي عندك
لأنها من بعض عطاياكِ لي
أشعرُ بمكانتي بين الناس
وبمنـزلتي عند الأصدقاء
وبقيمتي لدى الغير
ولكن إذا جثوتُ عند أقدامكِ فأنا طفلكِ الصغير وابنكِ المدلّل
فأصبح صفراً يملأني الخجل ويعتريني الوجل
فألغي الألقاب وأحذف الشهرة ، وأشطب على المال ، وأنسى المدائح
لأنك أم وأنا ابن
ولأنك سيّدة وأنا خادم
ولأنك مدرسة وأنا تلميذ
ولأنكِ شجرة وأنا ثمرة
ولأنكِ كل شيء في حياتي
فاذني لي بتقبيل قدميكِ
والفضل لكِ يوم تواضعتِ وسمحتِ لشفتيّ
أن تمسح التراب عن قدميكِ
ربِّ اغفر لي ولوالديّ وارحمهما كما ربّياني صغير

2010/04/03

الجهد المعكوس

التفكير الكهرومغناطيسي


لعالم نفس شهير يقول : عندما تكون رغباتك وخيالك متعارضين فإن خيالك يكسب اليوم دون خلاف
ما معنى هذا الكلام ؟
لنضرب مثالا بسيطا
إذا طلب منك أن تمشى على لوح خشب طوله وليكن 10 امتار وعرضه 5 امتار موضوع على الارض ، بلا شك فأنك ستمر عليه دون أدنى مشاكل, لأن رغبتك فى المرور لا تتعارض مع خيالك, فخيالك لا يمثل أي احتمال للسقوط ما دام اللوح على الارض, وأن حدث فسيكون السقوط على الارض .
الآن افترض أن هذا اللوح موضوع على ارتفاع 20 قدما فى الهواء بين عمارتين عالتين, هل تستطيع أن تمشى عليه ؟؟؟
لا أعتقد ذلك و لكن لماذا ؟؟؟ مع أنه نفس اللوح بنفس الطول والعرض
التفسير :
إن رغبتك فى المشى عليه ستواجه من جانب خيالك أو الخوف من السقوط, و مع أنك تملك الرغبة فى المشى لكن صورة الوقوع فى خيالك ستتغلب على رغبتك و أرادتك او جهدك للمشى على اللوح, والعجيب أنك لو حاولت المشى عليه, قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذى تخيلته, لأنه تدرب عليه مسبقاً فى اللاواعى الذى يدير 90 من سلوكياتك.
ماذا نستفيد من تلك القاعده ؟؟؟
كلنا يملك الرغبة للنجاح ،،
ولكن لا ننجح !!! لماذا ؟؟؟ لأن صورة الفشل مسيطرة على خيالنا ….
قاعدة تقول :
” لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الإرادة ، و الا فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد “
مثال :
أذا قلت أنا أريد الشفاء ” رغبة ” ولكن لا أستطيع الوصول اليه ” خيال ” فسوف تكره نفسك على الدعاء والعقل لا يعمل تحت إكراه, وهذه معلومه خطيرة : ” أن العقل لا يعمل تحت الضغط “
فمن يتخيل أنه سينسى فى الإمتحان, ويرتبك وتهرب منه المعلومات, ومع أن رغبته فى الاستذكار والنجاح قائمة, إلا أن الخيال أقوى, و من يخاف من لقاء الناس
فهو يرسم صورة عقليه متخيله لسلوكياته وتصرفه عند لقاءهم لا تتفق مع رغبته فى بناء ثقته بنفسه, وبالتالى فان الصورة التى تخيلها ورسمها فى عقله هى التى ستسيطر عليه عند تعرضه لمثل هذا الموقف.
أن الكثير مما يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعى أو الوسواس القهري, فأنما يعانون من التخيل السلبى لكل ما يقلقهم أو يؤثر على اعصابهم, و بادراكنا لتلك القاعدة الهامة, فأذا استطعت ان تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقه, وما تتخيله وتضعه فى عقلك, فستعمل فى انسجام.
الخلاصة :
لكي تحقق النجاح في أي مجال , لا بد من توافق رغباتك مع أحلامك, و لكى يعمل عقلك بكفاءة استرخى وأبتعد عن العصبية والضغط على العقل, تخيل ما تريده لا ما لا تريده, درب عقلك اللاواعى دوما ً على النجاح, وأن يعمل معك لا ضدك .