2010/01/28

قصة أعجبتني


قصة أعجبتني

كان هناك رجلاً عجوزاً جالساً مع إبن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار .
وبدأ الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة …
أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ “أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا !! فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة إبنه .
وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وإبنه.
وشعروا بقليل من الإحراج فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل !!
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: ” أبي ، إنظر إلى البركة وما فيها من حيوانات ، أنظر .. الغيوم تسير مع القطار”
وإستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى .
ثم بدأ هطول الأمطار ، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب ، الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى ، ” أبي إنها تمطر ، والماء لمس يدي ، إنظر يا أبي “.
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز
” لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك ؟ “
هنا قال الرجل العجوز: ” إننا قادمون من المستشفى حيث أن إبني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته “.
تذكر دائماً: لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق

2010/01/24

هل نحن وحيدون في هذا الكون ؟


د. جواد بشارة
إن هذا السؤال قديم كقدم الإنسان نفسه، فمنذ أن وعى الإنسان وجوده وتطلع حوله ليراقب ظواهر الطبيعة ومكونات السماء المرصعة بالنجوم والكواكب، تساءل مع نفسه إذا كان وحيداً أم أن هناك كائنات مثله أو تختلف عنه تعيش خارج كوكبه. كان كوبرنيك Copernic 1473ـ1543 ، أول من زعزع يقين أبناء جنسه حول مركزية الأرض وقال بأنها كوكب عادي كغيره يدور حول الشمس . وفي القرن السادس عشر كان جيوردانو برونو Giordano Bruno 1548ـ1600 أول من تحدى وبجرأة لامثيل لها آنذاك مسلمات الكنيسة الكاثوليكية بشأن مركزية الأرض وقال بلانهائية العوالم وأحرق حياً بسبب أفكاره وطروحاته. ومع نيوتن Newton 1642ـ1727 فهم الإنسان أن مشهد الباليه الذي ترقص على إيقاعه النجوم والمجرات يحكمه قانون الجاذبية وأن قبة السماء تضم تحتها تاريخ وماضي الكون المرئي . وقد كشف لنا آينشتينEinstein 1879ـ1955 أن الزمان والمكان متداخلان ولايمكن الفصل بينهما ويشكلان مفهوم الزمكانEspace Temps ، وكلما تمعنا في عمق الكون وغصنا بعيداً في الفضاء كلما اقتربنا من لغز أصوله وولادته وبداياته. أي نقترب من لحظة البيغ بونغBig Bang أي الإنفجار الكبير أو العظيم حيث تكونت مع الزمن وعلى مدى مليارات السنوات، مجراتGalaxies ونجوم، منذ لحظة الوجود الأولى المسماة بلحظة بلانكPlanck حيث بدأت تفاعلات المادة والطاقة وتحولاتهما لتشكيل مكونات الكون وأهمها النجوم والكواكب والمجرات التي صارت تتحرك بسرعات هائلة وتبتعد عن بعضها فيما يسمى اليوم بتمدد وتوسع الكونExpansion إلى ما لانهاية . وفي هذا التوسع والامتداد يكمن جوهر الفيزياء الكونية والفلكية المعاصرة الكوزمولوجيCosmologie.

أكتشف علماء الأرض أن أولى خلايا الوجود العضوية الحية على الأرض تكونت قبل 3 مليارات و 800 مليون سنة من السنوات الأرضية . ويعود عمر الكائنات المتعددة الخلايا إلى 570 مليون سنة أرضية. وهيمنت الديناصورات على سطح الكوكب لمدة 160 مليون سنة قبل أن تختفي قبل 500 مليون سنة. وقد ظهر البشر على الأرض قبل 20 مليون سنة ونزل الإنسان الأول، المتطور عن جنس القرود، المسمى لوسيLucy قبل 3 ملايين سنة، من الأشجار وسار على الأرض على قدمين. وقد دجن الإنسان النار بعد اكتشافها قبل 400 ألف سنة ، وبدأ استخدام اللغة قبل 200 ألف سنة واختفى إنسان النيونديرتال قبل 35000 سنة وأنشأ الإنسان الحضارات المتطورة الأولى قبل ستة آلاف سنة في سومر وبابل أو وادي الرافدين ومصر، وقد وطأت أقدام البشر سطح القمر سنة 1969. ويخطط الإنسان اليوم لإنشاء محطات فضائية دائمة في الفضاء وعلى سطح القمر تكون نقاط انطلاق لرحلات فضائية أبعد لاكتشاف تخوم الكون ويسعى للقيام باتصالات كونية مع حضارات أخرى حين تتهيأ له الفرصة والقدرة التكنولوجية لذلك.
وهكذا انتقلت فرضية وجود حياة وحضارات كونية خارج الأرض من مجال الخيال العلمي والأطباق الطائرة Ovnis إلى مجال العلوم التطبيقية والمختبرية والقيام بالأبحاث الجوهرية سيما داخل منظمة سيتي Search for Extraterrestrial Intelligence- SETI للبحث عن حياة ذكية لا أرضية أو خارج الأرض. والقيام باتصالات صوتية لاسلكية بأجهزة راديو تلسكوبية radiotélescopes ضخمة في كل مكان على الأرض في محاولة لتسلم أو تلقي رسائل صوتية تأتينا من حضارات أخرى من عمق الفضاء.
حقق العلم قفزات جبارة منذ منتصف القرن العشرين وتجاوز الخيال العلمي في حقلي الرواية والسينما فقد قادت التقنيات الجديدة والهندسة الوراثية وفك شيفرات الجينات وإمكانية التلاعب بها والاستنساخ الحيواني والبشري والرقائق الالكترونية
والنانو تكنولوجياNanotechnologies إلى اكتشاف مفاهيم وحقائق وأشياء لم يكن بمقدور الإنسان تخيلها قبل بضعة عقود قليلة مثل موضوع الثقوب السوداء والأكوان المتوازية والميكانيك الكوانتي أو الكمي Mécanique Quantique المذهل في تطبيقاته العملية وما حققه من اختراعات وأجهزة تفوق الخيال، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الانترنيت والهاتف الجوال والألياف البصرية لتقل الصوت والصورة والأقمار الصناعية المتطورة جداً والكومبيوترات المتطورة جداً والقادرة على إجراء مليارات العلميات الحسابية في جزء من مليار منى الثانية والمركبات الفضائية التجريبية وعمليات الدمج النووي La Fusion thermonucléaire وتكنولوجيا الجسيمات اللامتناهية في الصغر وتسريعها ومعالجة المادة المضادة في المختبرات ومحاولة خرق القوانين الفيزيائية كتجاوز سرعة الضوء واكتشاف أن هناك في هذا الكون المرئي مناطق من الزمكان المادي مرتبطة ببعضها بممرات سميت بثقوب الديدانLes trous de vers ـ وهي غير الثقوب السوداء Les tous noirs وتسمى أحياناً أيضاً بالأنفاق الفضائية بغية تقليص المسافات الزمكانية والانتقال بين النقاط المتباعدة جداً في الكون بأزمنة مختزلة ومضغوطة تبعاً لمبدأ تباطؤ الزمن مع السرعة حيث تحتاج تلك الأقنية أو ألأنفاق إلى الطاقة السلبيةénergie négative وإلا ستنهار خلال جزء من مليار من الثانية . بعد هذا كله هل من المعقول ألا يوجد في مجرتنا ” درب التبانة” التي تحتوي على 150 مليار نجمة كشمسنا وملحقاتها من الكواكب والأقمار والتوابع، غيرنا نحن البشر الذين نعيش على سطح كوكب عادي لاشيء يميزه عن غيره من موجودات المجرة ناهيك عن مئات الآلاف من المجرات في نصف كوننا المرئي ، رغم أن نسبة ظهور الحياة على كوكب ما لوحدها بدون خالق هي 100000000000-1؟ إن عمر مجرتنا أكثر من 8 مليار سنة وعمر شمسنا 4 مليار سنة أو أكثر قليلاً ومع ذلك ظهرت الحياة على أحد كواكب إحدى المجموعات الشمسية العادية لهذه المجرة العادية في الكون الظاهر أو المرئي، فهل ظهرت وحدها بفعل الصدفة أم هناك من يقف وراء زرعها على الأرض؟ يمكننا تصور وجود حضارة ، إن لم نقل حضارات، كونية تسبق حضارتنا ببضعة مئات من ملايين السنين وهو زمن ضئيل جداً بالقياس إلى عمر الكون الذي يقارب الخمسة عشر مليار سنة، فيها حياة ذكية بلغت مرتبة رفيعة من التقدم العلمي والتكنولوجي يصل إلى مصاف الآلهة، وقامت برحلات استكشافية في المجرات القريبة وداخل مجرتنا بالطبع، وقد تطرقت مؤلفات كثيرة ، بما فيها الكتب الدينية المقدسة المعروفة ، إلى زيارات قامت بها كائنات سماوية أو فضائية غير أرضية إلى أرضنا عبر تاريخ البشرية وقبله إلى يوم الناس هذا.
ففي شهر ديسمبر 1973 إدعى صحافي فرنسي مغمور آنذاك إسمه كلود فوريلون Claude Forillonالذي كان في حينها في السادسة والعشرين من عمره، انه شاهد مركبة فضائية ” طبق طائر” تهبط قرب بركان في وسط فرنسا وهبط منها أشخاص قدموا من كوكب آخر أخبروه أنهم الإيلوهيم، أي القادمين من السماء، الذين ورد إسمهم في التوارة. وقال الشاب الذي أطلق على نفسه اسم “رائيل” انه كلف من قبلهم بمهمة تأسيس “سفارة” على الأرض لاستقبالهم بصورة رسمية عندما تحين الفرصة التي سيقررونها هم في وقت لاحق لكي يلتقي البشر بكائنات من كوكب آخر.
وادعى فوريلون انه نبي جديد قام بمرافقة الإيلوهيم برحلات إلى كوكبهم في مركبتهم الفضائية وشاهد بنفسه هناك طبيعة الحياة وتنظيم المجتمع والتقى بالأنبياء الذين عرفتهم البشرية عبر تاريخها كموسى والمسيح ومحمدالذين تم استنساخهم إنطلاقاً من الحامض النووي لكل منهم، ودعا فوريلون الى تفسير علمي للكتب المقدسة، وأكد أن الإيلوهيم أخبروه بأنهم هم الذين أوجدوا الحياة البشرية والنباتية والحيوانية على الأرض بفضل تقنيات تكنولوجية جلبوها من كوكبهم البعيد الذي غادروه على متن صحون طائرة تسير بسرعة تتجاوز سرعة الضوء، وذلك قبل ملايين السنين لإعداد كوكب الأرض لكي يكون صالحاً لزرع الحياة فوقه وتغيير المناخ فيه، وبالتالي فان البشر ولدوا على الأرض بطريقة الاستنساخ التي يتقنها الإيلوهيم والتي ستسمح للبشرية بالوصول يوما الى الخلود عبر السماح بتجديد “وعائها” الجسدي بانتظام.
وفي 1997 استغل رائيل استنساخ النعجة “دوللي” ليؤكد صحة نظريته في أن الحياة على الأرض انبثقت من فعل خبراء في علم الوراثة جاءوا من كوكب آخر، وهم الذين خلقوا ورعوا البشر واختاروا المتميزين منهم كقادة وزعماء بصفة أنبياء . ووجهوا البشرية نحو العلم والتقدم التكنولوجي وان “الاستنساخ سيتيح للبشر بلوغ الحياة الأبدية. وستكمن المرحلة المقبلة في استنساخ بشر خلال دقائق من الحامض النووي كما يفعل الإلوهيم ” نظرا إلى أن الأشخاص الذين أتوا من كوكب آخر في صحون طائرة يتقدموننا علمياً بملايين السنين” كما يقول فوريلون. كما أنهم بدورهم تم خلقهم على يد حضارات تسبقهم بملايين الملايين من السنين وسنقوم نحن البشر حتماً بعد بضعة ملايين من السنين بامتلاك القدرة على الترحال بين الكواكب والنجوم، داخل مجرتنا على الأقل، وتوفير ظروف نشوء الحياة على كواكب خالية يمكنها استقبال الخلايا الحية وتطورها وتأسيس المستعمرات البشرية هناك. فالعلم والتكنولوجيا يتطوران بسرعة هائلة منذ قرنين من الزمن ومن البديهي أن نتوصل يوماً ما إلى تقنيات تسهل لنا التجول بين النجوم والمجرات، بيد أن العقبة التي تقف في وجهنا اليوم هي السرعة. فالرحلات الحالية تستغرق أشهر عديدة بل يمكن الحديث عن بضعة سنوات حتى داخل حدود مجموعتنا الشمسية، فما بالك لو كانت الرحلة خارج المجموعة الشمسية داخل مجرتنا ؟ لذلك يتعين علينا إيجاد السبل والإمكانات للقفز فوق هذه العقبة والوصول إلى سرعات عالية جداً . فلو بلغنا عشر سرعة الضوء فسوف نصل إلى القمر بعشر ثواني ونصل إلى المريخ خلال بضعة ساعات ومع ذلك سنحتاج لأربعين عاماً للوصول إلى اقرب نجمة إلينا لأن الضوء يقطع مسافة عشرة آلاف مليار كلم في السنة التي نسميها السنة الضوئية. توضح لنا النظرية النسبية لآنشتين بعض الطرق لاختصار المسافات الفضائية. فهناك تمدد أو تباطؤ الزمن عكسياً مع تزايد السرعة بالنسبة للشخص أو الجسم الذي يسير بسرعة تقرب من سرعة الضوء . فيمكننا الذهاب إلى مجرة آندروميدا Andromède خلال دقائق معدودة شرط أن نقبل بالتخلي عن أي أمل بلقاء أهلنا وأحبائنا عند العودة من رحلتنا إلى هذه المجرة، فخلال رحلة الذهاب والإياب بين الأرض ومجرة آندروميدا ينقضي على الأرض أربعة ملايين سنة . كما يمكننا استخدام قنوات أو أنفاق الزمكان لكننا لانعرف إلى أين تفضي بنا، ربما إلى تخوم الكون الظاهر، أو ربما تأخذنا إلى كون آخر ملازم لكوننا. ما يمنعنا اليوم من المغالاة في تفاؤلنا هو مبدأ ” مفارقة فيرمي Paradox de Fermi ” وملخصها :” إذا كانت الحضارات الكونية المتقدمة تكنولوجياً موجودة فأين هي ولماذا لم تظهر لنا إلى اليوم ولماذا لم تقدم لنا الدليل القاطع على وجودها وتجري الاتصالات بنا رغم مرور مليارات السنوات على وجودها ووجودنا؟” ويعتقد فيرمي أن الحتمية تقول أن كل حضارة كلما تقدمت تكنولوجياً تحمل في أعماقها سبل تدميرها ويضرب مثالاً على ذلك الرعب النووي الذي وصله البشر في تقدمهم العلمي والذي يمكن أن يبيد الوجود الإنساني في لمح البصر . والحال أن هذا السبب بالذات هو الذي يمنع الحضارات الأخرى من الاتصال بنا لأنهم يخشون ردة فعلنا العنيفة وخوفنا من الآخر المجهول لأننا ننظر إليه كعدو محتمل . ونحن البشر لم نصل بعد إلى مستوى من الذكاء والتطور يجعلنا مستعدين للقاء الكائنات الكونية الأخرى التي اكتفت بمراقبتنا ودراستنا عن بعد أو عن قرب ولكن بشكل سري للغاية كما كان الحال مع الأوميين Les Ummittes الذين وصلوا إلى الأرض من كوكب أومو Ummo في منتصف القرن الماضي وأدركوا أن البشر ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية لتقبل وجودهم فاكتفوا باتصالات فردية محدودة جداً مع أشخاص اختاروهم بعناية فائقة.